الاثنين، 27 سبتمبر 2010

في حضرة الغياب: مسلسل يستعرض حياة محمود درويش ويشارك به مارسيل خليفة







أعلن المنتج والممثل السوري فراس ابراهيم لوكالة فرانس برس أنه اتفق أخيرا مع المخرج السوري نجدت أنزور لإخراج المسلسل الذي يجري تحضيره منذ عامين عن حياة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش.

وأكد الممثل الذي سيلعب بنفسه دور محمود درويش أن السيناريو الان بين أيدي عدد كبير من الممثلين من بينهم الفنان المصري نور الشريف المرشح لدور جد محمود درويش. وأكد ابراهيم أن الممثل السوري غسان مسعود سيلعب دور المفكر الراحل إدوارد سعيد.

وقد كتب حسن م يوسف سيناريو المسلسل الذي يحمل اسم "في حضرة الغياب"، وهو عنوان كتاب نثري للشاعر الفلسطيني.

أما الموسيقى التصويرية فستكون للعراقي المقيم في دمشق رعد خلف ولمارسيل خليفة الذي من المتوقع أن يقدم في المسلسل ألحانا جديدة لقصائد درويش كما قال ابراهيم لوكالة فرانس برس.

ومن المتوقع، حسب ابراهيم، أن يبدأ التصوير في كانون الاول/ديسمبر المقبل في سوريا والقاهرة وبيروت وعمان وتونس، بالإضافة إلى أكثر من بلد أوروبي.

السبت، 7 أغسطس 2010

في تصريحه الأول بعد حفلة 6 أغسطس، مرسيل: لي تجربة مريرة مع السلطات

منقول - طلاب جامعة حلب - دمشق

كرسي من القش، رُبِطت عليه بضعة خيوط، تلك كانت قيثارته الأولى، لم يختر العود، بل العود مَن اختاره، لم يكن يدري وقتها أنَّ هذا العود سيكون امتداداً لروحه، كان مجرد حلٍّ من والديه ليتخلَّصا من ضجيجه، من آثار طرقه على العلب الفارغة والصحون والكؤوس.. مارسيل خليفة، يعود إلى دمشق، إلى قلعتها، ليقدِّم حفلين، ويهمس موسيقاه في أذن أحياء الشام القديمة، بإيمان حارٍّ بالإنسان والفن والجمال.

في مؤتمر صحفي عُقِد يوم الخميس، جمع مارسيل خليفة مع عدد كبير من وسائل الإعلام، بتنظيم من «مينا»، أعلن مارسيل خليفة بمحبة، أنَّ مدينة دمشق تعني له الكثير، حيث لمس خلال جولته الماضية في المحافظات السورية كمَّاً كبيراً واستثنائياً من الحب من الجمهور السوري، وها هو اليوم يعود إلى دمشق ليقدِّم حفلتين في السادس والسابع من الشهر الجاري في قلعة دمشق.

واستهلَّ خليفة مؤتمره الصحفي بكلمة قال فيها: «في زمن آسن بسبحة طاغوت المال، وشراهة التسليع لكلِّ القيم الرمزية، نعود إلى دمشق، لنكتشف عيار نسبة السلامة في الذائقة الجمالية للجمهور، أمام طوفان التفاهة المصنوعة في فضائيات الابتذال، نريد من هذا العرس في الشام أن يعيد الإيمان بأنَّ الإنساني من الناس لا يسحق تحت أقدام الترويض البذيء، وأنَّ الجميل يخرج دائماً من رماد الحرائق الثقافية المدبّرة، لنستعيد بعض الثقة، وخاصة بجمهور الشباب الذي خرج إلى الدنيا في عصر الانحطاط الثقافي

وتابع قائلاً: «سنستأنف في قلعة دمشق مساراً لم نقطعه تحت أيِّ ظرف، ومشروعاً ثقافياً لم نساوم عليه في زمن الصمت والانهيارات، رحيل شاق وجميل نحو البحث عن ضفاف أخرى ومفردات أخرى للتعبير النظيف عن العالم».

أسعى إلى تطوير أدواتي الفنية رغم السهام الموجَّهة بعناية فائقة، وسأظلُّ أكتب الحياة كما أعيشها، وكما أراها، وسأدوِّن أحلامي بالحرية، وسأصرُّ على أن أكون كما أريد، لا كما يريدون، وسوف لن أنتبه إلى الضجيج الذي تثيره العربات الفارغة، لأني واثق من قلب الحب. أعترف بأني مطالب بالتماهي مع هويتي المحاصرة والمسلوبة في وطني الكبير، وفي العالم، ولقد عانيت كثيراً خلال تجوالي الدائم، وتداخل سؤال الحرية مع سؤال الموسيقى على توتّر عالٍ.

لا تكون الثقافة حقيقة إلا عندما توجد الحرية، الحرية للمثقف شرط وجود حي، كالفضاء الفسيح للطائرة، كالماء للسمكة، كالتربة الخصبة للمزارع، الطائرة لا يمكن أن تحلِّق في القفص، والسمكة لا يمكن أن تسبح في زجاجة الزينة المنزلية، والمزارع لا يستطيع أن يزرع في الرمل، كذلك لا يكون في وسع المبدع المحجوز بأصفاد المنع أن يبدع.

لي تجربة مريرة مع السلطات، ولقد واجهت ثلاثة أنواع من السلطة متضافرة الأهداف، وإن اختلفت في التكوين والمجال؛ السلطة السياسية، والسلطة الدينية، والسلطة الاجتماعية». وأضاف خليفة: «الاحتلال هو التجسيد الأكثر قبحاً وبشاعة للقمع والتحريم، حرام عليك وطنك المستباح بعساكر الغزاة، وحرام عليك أن تتحدَّث عنه، أن تكتبه، أن تغنِّيه، أو أن تلغي المحتل، أنت في هذه الحال إرهابي؛ أي مارق عن إرادة الاحتلال»

أن تناضل ضد التحريم، معناه أن ترفع صوت الاحتجاج عالياً ضد هؤلاء جميعاً، ضد المستبدِّين المتمسّحين بالقانون، وضد المعادين للحضارة المستغلِّين القيم والأخلاق، وضد البرابرة الغزاة المحلين».
وختم خليفة: «أيها القراصنة، ارفعوا أيديكم عن حناجرنا. فلنقاوم أولئك الذين يحاولون نزع ريش طيورنا المحلِّقة نحو ذلك النور البعيد».

الاثنين، 2 أغسطس 2010

ناجي العلي وريشته التي زعزعت الموساد "تمهيد"



لم يكن يبالي بالموت، فهو من قال "اللي بدو يكتب لفلسطين، واللي بدو يرسم لفلسطين، بدو يعرف حالوا: ميت". مفهوم الصراع لديه هو صلب القامات كالرماح دون تعب. ريشته الناعمة كانت حادة كنصل السيف على رقاب المتواطئين مع إسرائيل. فلم يَسلم منه رئيس ولا وزير، كان الوطن العربي ينتظر كاريكتيره في كل يوم ليشهد الصاعقة. حتى أتى 22يوليو 1987 وأُطلق الرصاص عليه من قبل مجهول في ضاحية تشيلسي في لندن.

قد يتعجب البعض من كتابتي عن ناجي العلي في هذا الوقت. لكنني أكتب بدمع أحمر ينزف من قلبي وأنا أشهد فلسطين قد تمزقت، حتى أن العدو يماطل في حل الدولتين، بضمانات الكرامة العربية المتهشمة والسيطرة اليهودية على الاقتصاد العالمي. حتى أصبحت فلسطين كالأسير في زنزانة الشرق الأوسط، حارس هذه الزنزانة "عربي" قد نُزعت عروبته وماتت الناصرية من عروقه.

أكتب بالحبر الحزين على فقدان بطل زعزعت ريشته أركان الموساد الإسرائيلي ومنظمة (التحرير/ التطبيع) الفلسطينية. بطل غاب عن الوعي في 22 يوليو 1987 وتوفي في 29 أغسطس من نفس العام، وقد نذرت هذه المدة حتى أتفرغ لقراءة ما كُتب عن ناجي العلي وأتفحص رسوماته.

ناجي العلي ثروة وثورة، يرسم بريشة حادة كالسيف. دعونا نكتشف حياة العلي ونتخذ من هذا الشهر إحياء لذكراه التي باتت لايعرفها الكثيرون منا. دعونا نعرف حنظلة، ومتى وُلد، ولماذا كتّفه ومتى أدار ظهره، ومتى ينتعل حذاءه ومتى نرى وجهه. هذا إن كان سينتعل حذاءه أو سنرى وجهه !

نلتقي بمقال آخر بتاريخ 29 أغسطس

الأحد، 1 أغسطس 2010

مرسيل خليفة: الإنسان لا يُسحق تحت أقدام الترويض البذيء


منقول

خاطب الفنان اللبناني المعروف مرسيل خليفة جمهوره الذي سيتابعه في قلعة دمشق يومي السادس والسابع من أغسطس المقبل: (إننا نريد من هذا العرس في الشام أن نعيد الإيمان، بأن الإنساني في الناسلا يُسحق تحت أقدام الترويض البذيء). وأضاف خليفة في مقال وزعته له شركة مينا السورية التي تستضيفه على في حفلتين على مسرح دمشق: (لنبوح بإيمان حار للإنسان والفن والجمال في زمن آسن يسيجه طاغوت المال وشراهة التسليع لكل القيم الرمزية، نعود إلى دمشق لنكتشف عيار نسبة السلامة في الذائقة الجمالية للجمهور أمام طوفان التفاهة المصنوعة من فضائيات الإبتذال).

وتابع: ( نريد من هذا العرس في الشام أن نعيد بأن الإيمان بأن الإنساني في الناس لا يُسحق تحت أقدام الترويض البذيء، وأن الجميل دائماً يخرج من رماد الحرائق الثقافية المدبرة؛ لنستعيد بعض الثقة وخاصةبجمهور الشباب الذي خرج إلى الدنيا في عصر الإنحطاطالثقافي ولنؤكد أن حبل العدوان على الأنفس والأذواق قصير وأن الزبد يذهب هباء ولايبقى في الأرض إلّا ما ينفع الناس).

ويُعتبر مارسيل خليفة من الملحنين والموسيقيين اليساريين التقليديين الذين يقدمون فنهم على أساس أنه فن ملتزم بقضايا الناس وهموم القضية الفلسطينية وهو لا يزال يراهن على هذه القضايا مهاجماً القيم الإنسانية المسطحة في عصر العولمة.



الأحد، 25 يوليو 2010

الموهبة الضائعة، أسوأ ما بالحياة



العالم العربي يزخر بالمواهب. ومليء بالعقول الراجحة التي بإمكانها أن تنقش اسمها على جدار التاريخ العالمي وليس العربي فقط. إلّا أننا في عالمنا العربي وللأسف، اعتدنا على وأد المواهب وهي جنين، وأن تُصادر أحلام الطامحين لملامسة النجوم وتُدفن في الطين. وهذا هو احد أسباب التأخر في الوطن العربي – وأد المواهب- وكثرة أحلامهم الضائعة التي تحولت الى كوابيس.

لست جازماً أن المواهب الضائعة فقط في البلدان العربية، أو أنها فقط في الدول النامية أو دول العالم الثالث. أنها موجودة أيضاً في الدول الكبرى. فهي ليست مجتمعات فاضلة وليست كاملة وبها نرى كلمة ذوي النفوذ السياسي والمالي هي الأقوى مع أفضلية للأولى. من منا لا يعرف بيل غيتس "صاحب شركة مايكروسوفت" الذي كان من الممكن أن تنطمر موهبته بين جدران جامعة هارفارد، ليونيل ميسي "لاعب برشلونة" الذي واجه قرار ترك الكرة بسبب القصور المادي والمرض. هذا فضلاً عن التنفذ السياسي في البلاد الأجنبية.

ماذا لو نظرنا في التاريخ العالمي؟

لو استسلم جاليليو "مخترع التلسكوب" لسيطرة الكنيسة، واغتال هتلر أينشتاين "عالم الرياضيات"، وروضت الستالينية قلم ألكسندر سولجنتسين "أديب روسي" الذي زلزل موسكو والغرب بروايته أرخبيل الغولاغ. لكان العالم متخلفاً في الأدب والعلوم الرياضية وعلم الفضاء، ففقد أي موهبة هو فقد لجزء من تاريخ التطور وبذلك التأخر بالعلم، لأن العلم يتطور بالتراكم.

عندما أقرأ للشاعر الروسي بوشكين، ينفطر قلبي لقوة حبه لزوجته الخائنة التي كانت السبب في موته المبكر وحرمتنا من إبداعاته. كما حرمتنا الحرب الأهلية الاسبانية من شعراء ومثقفين وموسيقيين واكتفوا بعد ذلك بنصب تذكاري لهذا وذاك. ماذا لو قتل التاريخ حب أتاتورك لتركيا مقابل نصب تذكاري في بحر أنقرة ؟!! قال أحد الحكماء الروس "الحكمة في الرأس وليس في اللحية" ماذا لو فقدنا رأس توماس أديسون، وجراهامبل، والأخوان رايت. كيف سيكون حالنا؟

عالمنا العربي أيضاً يزخر بالمواهب، بل هو بحر المواهب. لكننا نفتقد الى التشجيع لصقلها والاهتمام بها، والتي كثيرا ما تُصطاد بشباك الإحباط ممن هم حولنا وأقرب الناس الينا –العائلة- ويجتزون جذور القوة التي تدفعنا للإبداع. وأن أفلتنا من شباك العائلة والمجتمع القاسي، نواجه مفترق طريق إما السفر للخارج لتنمية الموهبة وصقلها أو البقاء لتجمدها في الوطن.

للمبدعين العرب بصمات واضحة اقتحمت مجالات عديدة. مَن منا لم يخشع قلبه لشعر نزار قباني ومحمود درويش، مَن منا لم يعرف سفير السلام الفنان مارسيل خليفة بموشحاته وأغاني الحب والثورة. الأديب العالمي نجيب محفوظ، جورجينا رزق والموضة، بطرس بطرس غالي أمين عام سابق للأمم المتحدة. والمفاجأة، كارلوس منعم "رئيس أرجنتيني سابق من أصل سوري". أما في عالم الرياضة "جابرييل عمر باتستوتا، زين الدين زيدان، أندريه أغاسي" جميعهم من أصول عربية. عالم الكيماء (المصري-الأمريكي) أحمد زويل "عضو المجلس الاستشاري للعلوم والتكنولوجيا للرئيس الأمريكي باراك أوباما" والحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء. هل كنا سنعرفهم اليوم كما هم الآن لو لم يقتحموا بلاد الغرب ؟!!

الموهبة الضائعة هو أسوأ شي في الحياة، وواقعنا اعتاد على كنس المواهب والإبداعات. نحن في مأساة. نريد أن نرى جوائز نوبل للعرب، فالأرض التي أنجبت نزار قباني ومحمود درويش ومارسيل خليفة ونجيب محفوظ، تُنجب مَن هم أفضل من لوركا وهيغو وغوركي. بإمكاننا التقدم، نحن نملك القدرة المالية، والموارد البشرية والعقول الراجحة، ونملك الرغبة. لكننا اعتدنا على الجعجعة من دون أن نرى طحيناً. متى يا ترى سنرى الطحين، ومتى ستتغير مانشيتات الصحف من المبدع الغربي من أصول عربية الى المبدع العربي الذي نمّى إبداعاته وصقل مواهبه على تراب عروبته.